
بقلم: فضيلة الشيخ هاشم منقارة (رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي عضو جبهة العمل الإسلامي وإتحاد علماء بلاد الشام).
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)
الإنقسام العربي والإسلامي الناشئ بضعف ذاتي وتآمر خارجي واضح الدلالات ، بحيث تكاد موارد الأمة المادية والمعنوية تباد بصورة عبثية تؤثر في جوهر الرؤية ضمن الاسقاطات الثلاث : الحضارة على الثقافة والثقافة على السياسة والسياسة على الواقع ، وفي محاولة الخروج بعيداً عن روح الشريعة السمحاء والرؤية الإسلامية بمقارباتها الواقعية يزداد النفق متاهة ، بحيث يتبدى الإنقسام في كل العناوين والتفاصيل الشاردة بعيداً والموغلة في الأنانيات الضيقة على المستويات المختلفة بتضادها من: عرقية ومذهبية ومناطقية وقطرية وغير ذلك ولنا ان نأخذ مثالاً حياً في اية دولة أو مدينة أو قرية في بلداننا ، فهذة (مدينة كركوك العراقية) على سبيل العد لا الحصر تمثل احدى تلك النماذج بغياب مظلة الاسلام الجامعة يتطاحن فيها العرب والكرد والتركمان… وقس على ذلك ماشئت هذا على المستوى الداخلي المتاهب لتقبل الفتن الوافدة من كل حدب استعماري وصوب ، بحيث اصبح العالم العربي والاسلامي ساحة تجريب مستباحة واصبح العرب والمسلمون مجرد ادوات على رقعة الشطرنج الاقليمي والدولي لا حول لهم ولا قوة ، هذا الواقع يناقض مسار التاريخ والموارد الكامنة ، الأمة بالمعنى العام عصية على الهزيمة فكل ما يراد لها ان يبقى المارد في قمقم التناحر الذاتي وفي دائرة الانقسام . لذلك فالدعوة الى وحدة اسلامية مقاومة ليست دعوة عبثية انما يمكن القول اننا في بعض المسارات اخطئنا الوسائل التي ينبغي اعادة تقييمها بسبب النتائج المحققة ، يؤكد ذلك ما انجزته المقاومة في كل من لبنان وفلسطين بحيث انهما تشكلان التجربة الناصعة التي يمكن محاكاتها والبناء عليها. إذاً الحاجة ماسة الى مظلة اسلامية تحمي الجميع توحد الداخل ومنع الاستهدافات الخارجية.
المظلة الاسلامية سواء كانت تحت مسمى الخلافة او سواه هي المظلة الوحيدة التي يمكن ان تتحول في ظلها التعارضات التاريخية والآنية الى تقاطعات وفيها يمكن ان يعبر الجميع عن خصوصياتهم وادوارهم الحضارية دون الغاء وفيها ومن خلالها تتفجر الابداعات في ظل رسالة الأخوة الاسلامية والوحدة الانسانية هذا المعنى كان حاضراً بقوة في زمن اسلافنا وهل كان للعرب والفرس والترك وسواهم من دور على هذا المستوى بعيداً عن الاسلام ، بالتأكيد لم تعرف هذة المكونات ادواراً على المستوى الانساني والاحداث الدولية تفوق احجامها التقليدية بعيداً عن الاسلام وعظمته اذا لماذا الضياع في البحث عن نماذج غير موجودة.
إن نموذج الوحدة الاسلامية يواجه تحدياً كبيراً وتشن عليه الحملات من كل حدب وصوب تارة بالقوة الناعمة كخلق نماذج مشوهة وتارة بالقوة الصلبة بحيث ان زرع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة شكل ابرز تلك التحديات في التاريخ المعاصر. استمر في القراءة الإسلام مظلة تحمي الجميع ومسار وحيد للخروج من التبعية والتخلف →